يقترب الأخوان أنطون وجيمس بيرير-بوينو من مواجهة محاكمة ثانية بشأن دورهما المزعوم في استغلال ثغرة في بلوكشين Ethereum وما تلاها من عملية غسل أموال بقيمة 25.000.000 دولار أمريكي. وبحسب ملفات المحكمة الجزئية الأمريكية للمنطقة الجنوبية من نيويورك، تقدم الادعاء الفيدرالي بطلب رسمي يوم الاثنين لتحديد موعد إعادة المحاكمة في أواخر فبراير أو أوائل مارس 2026.

(المصدر: Courtlistener)
يأتي هذا التحرك بعد إعلان القاضي بطلان المحاكمة الأسبوع الماضي، إثر عجز هيئة المحلفين عن التوصل إلى قرار بالإجماع رغم عدة أيام من المداولات، ما أدى إلى تعليق الإجراءات مؤقتاً.
تواجه الأخوان بيرير-بوينو عدة تهم، منها التآمر للقيام بالاحتيال الإلكتروني، وغسل الأموال، وتلقي ممتلكات مسروقة. ويزعم الادعاء أنهما استغلا عام 2023 ثغرة في آلية معاملات Ethereum المعروفة بـ Maximal Extractable Value (MEV)، واستوليا بشكل غير قانوني على ما يقارب 25.000.000 دولار أمريكي من الأصول الرقمية.
أحدثت هذه الواقعة صدمة واسعة في قطاع العملات الرقمية، ودعت المطورين والمتداولين إلى مراجعة أمن شبكة Ethereum وحدودها الأخلاقية. وفي حال إدانتهما في إعادة المحاكمة، قد يواجه الأخوان عقوبات بالسجن الفيدرالي لعدة عقود.
تفيد سجلات المحكمة أن هيئة المحلفين لم تتمكن من التوصل لقرار بعد أكثر من ثلاثة أيام من المداولات. وخلال تلك الفترة، طلب المحلفون باستمرار توضيحات حول الشهادات والتعريف القانوني لحسن النية، مما يبرز مدى تعقيد الجوانب التقنية والقانونية في هذه القضية.
وفي رسالة علنية، أوضح أعضاء هيئة المحلفين: "في الأمس، انهار نصفنا نفسياً أثناء المداولات، وبعضنا عانى من ليالٍ دون نوم. وخلال ما يقرب من شهر، تعرضنا لضغوط جسدية وعاطفية ومالية هائلة."
ترى Strategy Inc. أن إعادة المحاكمة تمثل ليس فقط استمراراً للإجراءات القضائية ضد المتهمين، بل أيضاً اختباراً محورياً لمدى الفصل بين السلوك التقني والمسؤولية القانونية في قطاع البلوكشين.
وإذا تمكن الادعاء من إثبات أن التلاعب في المعاملات عبر تقنية MEV غير قانوني، فإن المطورين والمتداولين العاملين باستراتيجيات المراجحة أو ترتيب الكتل - مثل هجمات الساندويتش وعمليات الفرونت رنينغ - قد يواجهون رقابة تنظيمية أشد مستقبلاً.
وتشير Strategy Inc. كذلك إلى أن هذه القضية ستدفع قطاع Web3 لإعادة النظر في بروتوكولات تدقيق الأمان وشفافية المعاملات والامتثال للعقود الذكية. وتبرز هذه العوامل حدة الخلاف والانقسام في القضية، وتكشف عن المنطقة الرمادية المستمرة بين التفسير القانوني والعمل التقني في صناعة العملات الرقمية.
للمزيد من التحليلات حول Web3، انقر للتسجيل: https://www.gate.com/
تتجاوز تداعيات قضية الأخوين بيرير-بوينو الأبعاد الفردية، إذ تمثل إعادة رسم للحدود القانونية وأخلاقيات التقنية في قطاع العملات الرقمية. ومع اقتراب موعد إعادة المحاكمة، تترقب المجتمعات الرقمية العالمية والجهات التنظيمية وشركات البلوكشين التطورات عن كثب. وبالنسبة لـ Strategy Inc.، تعد هذه القضية مؤشراً أساسياً على كيفية سعي التكنولوجيا اللامركزية لتحقيق توازن جديد ضمن سيادة القانون.





