اليوم صادفت خبر مثير جداً—ترامب طرح فكرة جديدة مرة ثانية، وهذه المرة الفكرة جريئة فعلاً: هو يفكر في استبدال ضريبة الدخل الفردي بالكامل بإيرادات الجمارك.

كيف يعني هذا الكلام؟ ببساطة، يعني أن الموظف الأمريكي ممكن يستلم راتبه كامل بدون أي اقتطاع ضريبي. أول ما انتشر الخبر، مجتمع العملات الرقمية اشتعل بالحماس، وكل واحد بدأ يفسر ويحلل من وجهة نظره.

من الناحية النظرية، لو فعلاً تطبقت هذه الخطة، راح يكون لها سلسلة تأثيرات طويلة. أولاً، الدخل المتاح في يد الناس يزيد، والسؤال: هذه الزيادة أين تروح؟ ممكن تدخل في الأسهم أو العقار أو العملات الرقمية وتستفيد منها كل هذه الأسواق. وبالنسبة للأموال التي أصلاً تبحث عن ملاذ آمن أو فرص نمو، الأصول الرقمية مثل البيتكوين قد تصبح أكثر جاذبية. وطبعاً، إذا تغير النظام الضريبي التقليدي، أكيد راح يعيد تشكيل حركة الأموال بين القطاعات.

لكن لو فكرنا بواقعية، المخاطر واضحة جداً. رفع الجمارك بشكل كبير معناه ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، وضغط تضخمي أكبر، وعلاقات التجارة العالمية ممكن تتوتر أكثر. ولو انتهى الأمر بتباطؤ اقتصادي، راح تزيد مخاوف السوق، وقد تخرج الأموال من الأصول عالية المخاطر، والعملات الرقمية أول المتأثرين. غير كذا، عدم وضوح السياسات بحد ذاته يسبب تقلبات، وصعب تتوقع السوق على المدى القصير.

بصراحة، تنفيذ هذا الاقتراح صعب جداً. هل عوائد الجمارك فعلاً تكفي لتعويض فجوة ضريبة الدخل؟ كثير اقتصاديين يشككون في ذلك. لكن السوق دائماً تسبق وضوح السياسات، والمشاعر تتحرك أولاً.

في مثل هذا الوضع، هذه بعض الأفكار للنظر:

· لا تتسرع في الشراء، انتظر حتى تتضح السياسات أكثر
· حافظ على نسبة معينة من محفظتك في العملات المستقرة، عشان يكون عندك مرونة إذا تغيرت الظروف
· راقب تحركات أموال المؤسسات، خاصة بيانات شراء وبيع صناديق ETF للبيتكوين
· وزع استثماراتك، ولا تركز كل أصولك في منصة أو عملة واحدة

التغييرات الكبرى في السياسات دائماً تحمل معها فرص ومخاطر في نفس الوقت. الحكم السليم أهم من السرعة في اتخاذ القرار. في مثل هذه الأوقات، الثبات هو اللي يخليك تشوف أبعد.