السوق الآن يركز كله على متى سيخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، لكن بصراحة، قد يكون الجميع غفل عن متغير أكثر خطورة—وهو "زلزال السيولة" القادم من اليابان.

القصة تبدأ من تداول الكاري بالين الياباني. على مدى العشرين سنة الماضية، كانت المؤسسات العالمية تقترض الين الياباني بتكلفة شبه صفرية، ثم تحوله إلى دولارات وتضخها في أصول أمريكية عالية العائد مثل السندات والأسهم. هذه الطريقة دعمت نصف سيولة العالم، وحجمها ضخم جداً—بمليارات الدولارات.

لكن الآن السيناريو انقلب. بدأ البنك المركزي الياباني في رفع أسعار الفائدة، وبهذا هدم أساس هذه اللعبة تماماً. لم يعد هناك مجال للمراجحة، وتغيرت توقعات سعر الصرف. المتداولون الآن عليهم أن يعكسوا العملية: يبيعون الأصول الدولارية → يحولونها إلى دولارات → يشترون الين لسداد الديون. انتبه، هذه الخطوة تعني سحب الدولار مباشرة من الأسواق العالمية.

هنا نقطة يسهل التقليل من شأنها: سرعة الإغلاق (تصفية المراكز) قد تكون أسرع بكثير من ضخ السيولة من الفيدرالي. الأولى نشطة، عنيفة، وتتعزز ذاتياً ( كلما هبط السوق زادت وتيرة الإغلاق )؛ والثانية تدريجية وبطيئة. نتيجة تصادم هاتين القوتين ربما لن تكون "التيسير" الذي ينتظره السوق، بل "شح الدولار" المؤقت.

الأصول التي تبدو عادة ذات سيولة عالية هي الأخطر في مثل هذه الأوقات. عندما تتقلص سيولة الدولار فعلاً عالمياً، سيتضح من يسبح عارياً—المشتقات عالية الرافعة المالية، الأصول البديلة المعتمدة على السيولة، وتلك التي تعاني من فقاعة التقييم، كلها قد تكون أول ما يُباع.

لذا لا تركز فقط على خفض الفائدة، فالاختبار الحقيقي قد يأتي من ذلك "سحب القابس" على الطرف الآخر من المحيط الهادئ.