هذه الإشارة قوية جدًا.

خلال أكثر من شهر، قام كبار المستثمرين بشراء حوالي 27 ألف بيتكوين، بقيمة تقدر بـ 23.3 مليار دولار. لكن الأكثر رعبًا هو حجم الشراء في أسبوع واحد — حيث استهلكوا فجأة 54 ألف بيتكوين، بقيمة سوقية تبلغ 4.66 مليار دولار، وهذا الرقم يكرر رقمًا قياسيًا منذ عام 2012.

الوقت أيضًا مثير للاهتمام. بعد أن تراجع سعر البيتكوين من ذروته السابقة، وتذبذب بين 80,000 و90,000 دولار، كانت الحيتان الضخمة تشتري بشكل جنوني. باستخدام مصطلح "الشراء عند القاع"، يعني ذلك أن الناس كانوا يملكون جشعًا عندما كان الآخرون يخافون.

ومن الجدير بالذكر أن القوة الرئيسية وراء هذه الموجة من الشراء ليست تلك الحيتان العملاقة التي كانت تبيع بشكل جنوني في بداية العام. بل إن من قاموا بالشراء هم المستثمرون من فئة "الأسماك المفترسة" بالإضافة إلى مختلف المؤسسات المالية. بمعنى آخر، الأموال الذكية تتجه بهدوء نحو السوق.

وللمقارنة، حدثت مشاهد مماثلة في عام 2012 — حيث كانت الحيتان تشتري بشكل جنوني عند القاع، ثم ارتفع سعر البيتكوين من بضعة دولارات إلى مئات الدولارات، وحقق ذلك موجة سوقية أسطورية. الآن، هذا الزخم من شراء عند أدنى المستويات يذكرنا بأوقات سابقة.

لكن، كما هو الحال دائمًا، السوق المشفر لا يوجد فيه شيء مطلق. قد يكون هذا البناء من قبل كبار المستثمرين إشارة لاقتراب السوق الصاعد، أو قد يكون مجرد استراتيجيات عادية للمؤسسات في وضع استثمارات منخفضة المخاطر وتخفيف المخاطر. هناك أيضًا احتمال أن نختبر انخفاضات جديدة على المدى القصير، واحتمال استمرار التذبذب ليس مستبعدًا.

إذن، — تحركات الحيتان فعلاً لافتة، وسرعة الشراء نادرة جدًا منذ سنوات، ويمكن للمؤمنين بالسوق الصاعد أن يظلوا متمسكين بمعتقداتهم. لكن، من الضروري جدًا، ويجب أن نؤكد، أن ندير المخاطر بشكل جيد، وألا نضع كل أموالنا في السوق. السوق دائمًا يحمل جانبين.