قال رئيس إدارة الأصول الرائد Matt Hougan مؤخرًا إن أداء البيتكوين في السنوات العشر القادمة قد يختلف عن السابق. فبالنسبة للسوق التي كانت تتسم سابقًا بحركات جنونية تتضاعف فيها الأسعار بين عشية وضحاها، من المرجح أن يظهر في دورة جديدة نمط «نمو ثابت على المدى الطويل».

منطقه واضح جدًا: مع تزايد احترافية المشاركين في السوق، وظهور التمويل المؤسسي كعامل رئيسي، فإن طبيعة السوق تتغير. إن العصر الذي كانت تتقلب فيه الأسعار بشكل كبير بين الارتفاع والانخفاض يوشك على الانتهاء، ليحل محله نمط نمو أقل تقلبًا وأكثر توقعًا للعائد — بكلامه، «عائد عالي الجودة، لكن بدون درامية».

من حيث حركة السعر، وصل السعر في أكتوبر من العام الماضي إلى أعلى مستوى تاريخي عند 125100 دولار، ثم تراجع إلى حوالي 87800 دولار، مع انخفاض يقارب 4% خلال الثلاثين يومًا الماضية. قد يبدو هذا الانخفاض كبيرًا، لكن Matt Hougan يرى أنه لا داعي للتشاؤم المفرط. وأشار إلى أن هذا التصحيح ناتج بشكل رئيسي عن جني الأرباح من قبل المستثمرين الأفراد وفقًا لنمط دورة الأربعة أعوام، وليس بسبب مشكلة في الأساسيات. مقارنةً مع الانسحابات الكبيرة التي تتجاوز 60% في التاريخ، فإن التعديل الحالي يُعتبر معتدلًا، بل ويُظهر أن التمويل المؤسسي على المدى الطويل يواصل التدفق، مما يوفر دعمًا لأسفل السوق. بناءً على هذا، لا يزال يتوقع ارتفاع البيتكوين حتى عام 2026.

لكن الانقسامات داخل السوق تتوسع بالفعل. بعض المحللين الآخرين يركزون على بنية الزمن عند قمة أكتوبر، ويعتقدون أن هذا الموقع يشبه خصائص الدورة عند القمم التاريخية، مما يؤدي إلى استنتاج أن 2026 قد يشهد تراجعًا عكسيًا. وهناك متداولون مخضرمون حتى قاموا بحسابات تشير إلى أن البيتكوين قد ينخفض إلى حوالي 60000 دولار في الربع الثالث من عام 2026.

من منظور أكثر شمولية، فإن سوق التشفير يمر حاليًا بمرحلة تحول. فالعصر الذي كانت تسيطر عليه المستثمرون الأفراد والمضاربة قصيرة الأجل، مع تقلبات عالية ومتكررة، يُستبدل الآن بمنافسة طويلة الأمد يقودها التمويل المؤسسي بشكل عقلاني. هذا التحول لا يقلل فقط من التقلبات، بل يغير أيضًا من طريقة إدارة توقعات المستثمرين.

حاليًا، في بداية يناير، يختلف حماس السوق بشكل كبير. لكن بغض النظر عن تقلبات المدى القصير، فإن الإدراك والثقة الكافيين غالبًا ما يكونان أكثر أهمية من محاولة اللحاق بكل ارتفاع وانخفاض. في هذا الدورة، لم يسبق أن كانت قوة المؤسسات متداخلة بهذا الشكل، ويعيد هيكلة السوق نفسه.