هذه سنة أخرى مليئة بـ «رهانات ذات يقين عالٍ» و«انعكاسات سريعة».
من منصة تداول السندات في طوكيو، إلى لجنة الائتمان في نيويورك، إلى متداولي العملات الأجنبية في إسطنبول، السوق جلبت أرباحًا غير متوقعة، وأحدثت تقلبات حادة. سجلت أسعار الذهب أرقامًا قياسية تاريخية، وأسهم شركات الرهن العقاري الموثوقة تتأرجح بشكل عنيف مثل «أسهم الميم» (الأسهم المدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي)، وانهيار صفقة تحكيمية دراسية في لحظة.
المستثمرون يراهنون بشكل كبير على التغيرات السياسية، وتضخم الميزانيات العمومية، وسرديات السوق الضعيفة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في سوق الأسهم، وتكدس تداولات العائد، في حين تعتمد استراتيجيات العملات المشفرة بشكل أكبر على الرافعة المالية والتوقعات، وتفتقر إلى دعم قوي آخر. بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تراجعت الأسواق المالية العالمية ثم عادت للانتعاش؛ وأشعلت أسهم الدفاع الأوروبية موجة حماس؛ وأثار المضاربون موجة من جنون السوق. بعض المراكز حققت عوائد مذهلة، لكن عندما تنعكس اتجاهات السوق، وتنفد قنوات التمويل، وتؤثر الرافعة المالية سلبًا، تتعرض مراكز أخرى لخسائر فادحة.
مع اقتراب نهاية العام، تركز بلومبرج على أكثر الرهانات إثارة للاهتمام لعام 2025 — بما في ذلك الحالات الناجحة، والفاشلة، وتلك التي شكلت ملامح هذا العصر. هذه الصفقات تثير قلق المستثمرين عند الاستعداد لعام 2026، بشأن سلسلة من «المشكلات القديمة»: الشركات غير المستقرة، والتقييمات المبالغ فيها، وتداولات الاتجاه التي «نجحت مرة وفشلت في النهاية».
العملات المشفرة: احتفال مؤقت بأصول ترامب المرتبطة
بالنسبة لمجال العملات المشفرة، يبدو أن «شراء جميع الأصول المرتبطة بعلامة ترامب التجارية» هو رهان زخم جذاب للغاية. خلال حملة الانتخابات الرئاسية وبعد تنصيبه، «قام ترامب بالمخاطرة بكل شيء» (وفقًا لتقرير بلومبرج)، ودفع نحو إصلاحات شاملة، ووضع حلفاء في العديد من المؤسسات ذات النفوذ. كما انخرط أفراد عائلته في السوق، ووقفوا على منصات العملات الرقمية والعملات المشفرة، معتبرين أن هذه «وقود لتعزيز السياسة».
هذه «مصفوفة الأصول المشفرة المرتبطة بترامب» تشكلت بسرعة: قبل ساعات من حفل التنصيب، أطلق ترامب عملة Meme وبدأ بالترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ثم أطلقت السيدة الأولى ميلانيا ترامب عملة خاصة بها؛ وفي وقت لاحق من نفس العام، فتحت شركة World Liberty Financial المرتبطة بعائلة ترامب تداول عملة WLFI، التي أطلقها، للمستثمرين الأفراد. ظهرت سلسلة من «الصفقات حول ترامب» — حيث أسس إريك ترامب شركة American Bitcoin، وهي شركة تعدين مشفرة مدرجة، وحققت إدراجها في سبتمبر من خلال عملية استحواذ.
في متجر في هونغ كونغ، صورة كرتونية لترامب يحمل عملة مشفرة، والخلفية البيت الأبيض، تكريمًا لحفل تنصيبه. المصور: بول يانغ / بلومبرج
كل إصدار للأصول يثير موجة ارتفاع، لكن كل ارتفاع يختفي بسرعة. حتى 23 ديسمبر، كانت عملة Meme الخاصة بترامب ضعيفة، وانخفضت بأكثر من 80% عن ذروتها في يناير؛ وفقًا لمنصة بيانات العملات المشفرة CoinGecko، انخفضت عملة ميلانيا Meme بأكثر من 99%؛ وانخفض سعر سهم American Bitcoin بنسبة حوالي 80% عن ذروته في سبتمبر.
السياسة زودت هذه الصفقات بالدفع، لكن قوانين المضاربة في النهاية أعادتها إلى نقطة البداية. حتى مع وجود «داعمين» في البيت الأبيض، لا يمكن لهذه الأصول أن تتجنب الدورة الأساسية للعملات المشفرة: ارتفاع السعر → دخول الرافعة المالية → نفاد السيولة. أما البيتكوين، الذي يُعتبر مؤشرًا رئيسيًا للصناعة، فقد انخفض بعد ذروته في أكتوبر، ومن المرجح أن يسجل خسائر سنوية هذا العام. بالنسبة للأصول المرتبطة بترامب، يمكن أن تجلب السياسة حماسًا مؤقتًا، لكنها لا توفر حماية طويلة الأمد.
—— أولغا خاريف (مراسلة)
التداول بالذكاء الاصطناعي: هل هو «المدمر الكبير» القادم؟
تم الكشف عن هذه الصفقة في وثيقة إفصاح روتينية، لكن تأثيرها كان غير عادي. في 3 نوفمبر، كشفت شركة إدارة الأصول سايون (Scion Asset Management) عن امتلاكها خيارات بيع حماية على شركتي Nvidia و Palantir Technologies — وهما من «الأسهم الأساسية للذكاء الاصطناعي» التي دفعت السوق للارتفاع خلال الثلاث سنوات الماضية. على الرغم من أن سايون ليست صندوق تحوط ضخم، إلا أن مديرها، مايكل بيري، جذب الانتباه إلى هذا الكشف: بيري اشتهر بـ «التنبؤ بأزمة الرهن العقاري عام 2008» في كتابه وفيلم «المدمر الكبير»، وأصبح معروفًا بـ «النبوة السوقية».
سعر خيار البيع كان مذهلاً: سعر التنفيذ على Nvidia أقل بنسبة 47% من سعر الإغلاق عند الكشف، وسعر تنفيذ Palantir أقل بنسبة 76%. لكن اللغز لا يزال قائمًا: بسبب «متطلبات الإفصاح المحدودة»، لا يمكن للعالم أن يتأكد مما إذا كانت هذه الخيارات جزءًا من صفقة أكثر تعقيدًا؛ كما أن الوثيقة تعكس فقط مراكز سايون في 30 سبتمبر، ولا تستبعد أن يكون بيري قد قلص أو تصفى مراكزه بعد ذلك.
لكن، الشكوك حول «تضخم قيمة عمالقة الذكاء الاصطناعي، والنفقات العالية» تراكمت كـ «حطب جاف». وكأن بيري أشعل فتيل حطب جاف.
رهانات بيري على هبوط Nvidia و Palantir
المستثمرون المعروفون بـ «المدمر الكبير» كشفوا عن خيارات بيع في ملف 13F:
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024
بعد الإعلان، انخفضت القيمة السوقية لأكبر شركة في العالم، Nvidia، بشكل حاد، وتراجعت شركة Palantir أيضًا، وتراجع مؤشر ناسداك بشكل طفيف، لكن هذه الأصول استعادت عافيتها لاحقًا.
لا يمكن للعالم أن يعرف بدقة مدى أرباح بيري، لكنه ترك تلميحًا على منصة X: قال إنه اشترى خيارات بيع Palantir بسعر 1.84 دولار، وارتفعت هذه الخيارات بنسبة تصل إلى 101% خلال أقل من ثلاثة أسابيع. هذا الكشف كشف عن مخاوف كامنة في السوق، التي تعتمد على «عدد قليل من أسهم الذكاء الاصطناعي، وتدفقات رأس المال السلبي، وانخفاض التقلبات». سواء كانت هذه الصفقة «رؤية مسبقة» أو «مبالغة»، فهي تؤكد قاعدة: عندما تتزعزع ثقة السوق، فإن حتى أقوى سرديات السوق يمكن أن تنقلب بسرعة.
—— مايكل بي. ريجان (مراسل)
أسهم الدفاع: انفجار تحت نظام عالمي جديد
غيرت التحولات في الجغرافيا السياسية، قطاع «أسهم الدفاع الأوروبية»، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه «أصول سامة»، ليشهد انفجارًا. يخطط ترامب لتقليل الدعم المالي للجيش الأوكراني، مما دفع حكومات أوروبا إلى «احتفالات بالإنفاق العسكري»، وارتفعت أسهم شركات الدفاع بشكل كبير: حتى 23 ديسمبر، ارتفعت شركة Rheinmetall الألمانية حوالي 150% منذ بداية العام، وارتفعت شركة Leonardo الإيطالية بأكثر من 90% خلال نفس الفترة.
في السابق، بسبب مبادئ «الاستثمار في البيئة، والمجتمع، والحوكمة» (ESG)، اعتبر العديد من مديري الصناديق أن قطاع الدفاع «مثير للجدل جدًا» ويجب تجنبه؛ لكنهم الآن غيروا مواقفهم، وأعاد بعضهم تعريف نطاق استثماراتهم.
ارتفاع كبير في أسهم الدفاع الأوروبية لعام 2025
هذه الأسهم ارتفعت بشكل كبير مقارنة ببدء الصراع الروسي الأوكراني:
المصدر: بلومبرج، جولدمان ساكس
قال بيير أليكسيس دومون، المدير التنفيذي لشركة سايكومور (Sycomore Asset Management): «حتى بداية هذا العام، لم نعد ندرج أصول الدفاع ضمن صناديق ESG»، وأضاف: «لقد تغيرت نماذج السوق، وعندما تتغير النماذج، يجب أن نتحمل المسؤولية، وندافع عن قيمنا — لذلك نركز الآن على الأصول المتعلقة بـ ‘الدفاعية’».
تم شراء أسهم من شركات مثل مصنعي النظارات، والكيماويات، وشركات الطباعة، التي لها علاقة بالدفاع، بشكل جنوني. حتى 23 ديسمبر، ارتفع مؤشر أسهم الدفاع الأوروبية بأكثر من 70% خلال العام. هذا الاندفاع امتد أيضًا إلى سوق الائتمان: حتى الشركات «غير المباشرة» المرتبطة بالدفاع جذبت العديد من المقرضين المحتملين؛ وطرحت البنوك «سندات دفاع أوروبية» — مستوحاة من السندات الخضراء، لكن التمويل مخصص لمصنعي الأسلحة وغيرها. هذا التغيير يرمز إلى إعادة تصنيف «الدفاع» من «عبء سمعة» إلى «منتج عام»، ويؤكد أن «التحول في الجغرافيا السياسية» غالبًا ما يكون أسرع من التحول في الأيديولوجية.
—— إيزولد ماكدونوغ (مراسلة)
صفقة التدهور: حقيقة أم خيال؟
الديون الثقيلة التي تتحملها الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، واليابان، و«عدم وجود إرادة سياسية لحل الديون»، دفعت بعض المستثمرين في 2025 إلى التوجه نحو الذهب، والعملات المشفرة، و«الأصول المضادة للتدهور»، مع تراجع حماسة الحكومات للسندات والدولار. وُصفت هذه الاستراتيجية بـ «صفقة التدهور» التي تستند إلى التاريخ: حيث حاول الحكام مثل نيرون الروماني «تخفيف قيمة العملة» لمواجهة الضغوط المالية.
في أكتوبر، بلغت هذه الرواية ذروتها: مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل المالية الأمريكية، و«إغلاق الحكومة الأطول في التاريخ»، بدأ المستثمرون يبحثون عن أدوات ملاذ آمن غير الدولار. في ذلك الشهر، سجل الذهب والبيتكوين أرقامًا قياسية تاريخية — وهو حدث نادر أن تتزامن هاتان الأصولان، اللتان يُنظر إليهما غالبًا على أنهما «منافسان».
سجل الذهب أرقامًا قياسية
«صفقة التدهور» ساعدت المعادن الثمينة على الوصول إلى مستويات قياسية جديدة:
المصدر: بلومبرج
كـ «قصة»، فإن «التدهور» يوفر تفسيرًا واضحًا لبيئة الاقتصاد الكلي الفوضوية؛ لكن، كـ «استراتيجية تداول»، فإن نتائجها العملية أكثر تعقيدًا. بعد ذلك، تراجعت العملات المشفرة بشكل عام، وانخفض سعر البيتكوين بشكل كبير؛ واستقر الدولار، وارتفعت سندات الخزانة الأمريكية، بل وتوقع أن تكون أفضل أداء منذ 2020 — مما يذكرنا بأن «القلق من تدهور المالية» قد يتعايش مع «طلب الأصول الآمنة»، خاصة في فترات تباطؤ النمو الاقتصادي، وذروة أسعار الفائدة.
أما أسعار الأصول الأخرى، فشهدت تباينًا: تقلبات المعادن مثل النحاس والألمنيوم والفضة، ناتجة عن «القلق من تدهور العملة»، وأيضًا عن سياسات ترامب الجمركية، والقوى الكلية، مما أضعف الحدود بين «مواجهة التضخم» و«الصدمات العرضية التقليدية». في الوقت نفسه، استمر الذهب في الارتفاع، وحقق أرقامًا قياسية جديدة. في هذا المجال، لا تزال «صفقة التدهور» فعالة — لكنها لم تعد مجرد نفي شامل للعملة الرسمية، بل هي رهانات دقيقة على «معدلات الفائدة، والسياسات، والطلب على الأصول الآمنة».
—— ريتشارد هندرسون (مراسل)
سوق الأسهم الكورية: ارتفاع «K-Pop» المفاجئ
عند الحديث عن انعطافات درامية وشدة محفزة، فإن أداء سوق الأسهم الكورية هذا العام يكفي ليجعل الدراما الكورية «تتراجع». بدعم من سياسة الرئيس لي جاي مينج «لتعزيز السوق المالية»، حتى 22 ديسمبر، ارتفعت المؤشر الكوري الرئيسي (Kospi) بأكثر من 70% لعام 2025، متجهًا نحو هدف الـ 5000 نقطة الذي اقترحه لي جاي مينج، وتجاوز بسهولة قائمة أكبر ارتفاعات في الأسواق العالمية.
من غير المعتاد أن يعلن القادة السياسيون عن «هدف لمؤشر الأسهم»، ولفت لي جاي مينج الانتباه إلى خطة «Kospi 5000 نقطة» في البداية، دون أن يثير ذلك اهتمامًا كبيرًا. الآن، يعتقد المزيد من البنوك الكبرى في وول ستريت، بما في ذلك جي بي مورغان، وسيتي، أن هذا الهدف قد يتحقق بحلول 2026 — ويعزى ذلك جزئيًا إلى موجة الذكاء الاصطناعي العالمية، وازدياد الطلب على سوق الأسهم الكورية باعتبارها «مركزًا رئيسيًا للذكاء الاصطناعي الآسيوي».
انتعاش سوق الأسهم الكورية
مؤشر Kospi يقفز:
المصدر: بلومبرج
في هذا الانتعاش «القيادي عالميًا»، هناك «غياب واضح» — وهو المستثمرون المحليون. على الرغم من أن لي جاي مينج غالبًا ما يذكر الناخبين بأنه «دخل السياسة كمستثمر فردي»، إلا أن جدول أعماله الإصلاحي لم يقنع المستثمرين المحليين بـ «جدوى الاستثمار طويل الأمد في السوق». حتى مع تدفق الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير، لا يزال المستثمرون المحليون «يبيعون صافياً»: حيث استثمروا رقمًا قياسيًا قدره 33 مليار دولار في سوق الأسهم الأمريكية، ويتابعون العملات المشفرة، وصناديق الرافعة المالية الخارجية، والاستثمارات ذات المخاطر الأعلى.
هذه الظاهرة أدت إلى تأثير جانبي: ضعف الون الكوري. خروج رأس المال أدى إلى تراجع الون، مما يذكر العالم أن «حتى مع وجود انتعاش مذهل في السوق، قد يخفي ذلك الشكوك التي لا تزال قائمة بين المستثمرين المحليين».
—— يوكيونغ لي (مراسلة)
مواجهة البيتكوين: تشانوس ضد سايلور
كل قصة لها جانبان، والمراهنة على «البيع على المكشوف» من قبل جيم تشانوس، و«مخزون البيتكوين» من قبل مايكل سايلور، في شركة Strategy، ليست مجرد شخصيتين مميزتين، بل تحولت إلى استفتاء على «رأسمالية عصر التشفير».
بحلول بداية 2025، ارتفعت أسعار البيتكوين بشكل حاد، وارتفعت أسهم Strategy بشكل متزامن، ووجد تشانوس فرصة: أن سعر سهم Strategy مرتفع جدًا بالنسبة إلى «مركز البيتكوين» الذي تحوزه، ويعتقد أن «هذا السعر المبالغ فيه غير مستدام». لذلك، قرر «البيع على المكشوف Strategy، والشراء في البيتكوين»، وأعلن عن استراتيجيته في مايو (عندما كانت الفجوة لا تزال مرتفعة).
تبادل تشانوس وسايلور بعد ذلك علنًا الاتهامات. في يونيو، قال سايلور في مقابلة مع Bloomberg TV: «أعتقد أن تشانوس لا يفهم نموذج أعمالنا على الإطلاق»؛ ورد تشانوس على منصة X، واصفًا تفسير سايلور بأنه «هراء مالي كامل».
في يوليو، سجل سعر Strategy رقمًا قياسيًا، وارتفع بنسبة 57% منذ بداية العام؛ لكن مع تزايد عدد «شركات الأصول الرقمية» وانخفاض أسعار العملات المشفرة من القمم، بدأ سعر Strategy ومنافسيها في الانخفاض، وتقلصت الفجوة بين Strategy وبيتكوين — وبدأت رهانات تشانوس تؤتي ثمارها.
أداء Strategy هذا العام كان أدنى من البيتكوين
مع اختفاء الفجوة، حقق تشانوس أرباحًا من البيع على المكشوف:
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024
من إعلان تشانوس عن «البيع على المكشوف Strategy»، إلى إعلانه في 7 نوفمبر «الخروج من السوق»، انخفض سعر Strategy بنسبة 42%. بالإضافة إلى الربح والخسارة، تكشف هذه الحالة عن دورة «الازدهار والانكماش» للعملات المشفرة: الميزانية العمومية تتضخم بسبب «الثقة»، وتستند الثقة إلى «ارتفاع الأسعار» و«الهندسة المالية». هذا النمط يظل فعالًا حتى «تتزعزع الثقة» — عندها، «الفجوة» لم تعد ميزة، بل تصبح مشكلة.
—— مونيك موليم (مراسلة)
السندات اليابانية: من «صانعة الأرامل» إلى «مطرِّ»
على مدى العقود الماضية، كانت هناك رهانات تكرر أن المستثمرين الكليين «يخسرون مرة بعد أخرى» من خلال صفقة «صانعة الأرامل» على السندات اليابانية. منطق هذه الاستراتيجية بسيط: اليابان تحمل ديونًا عامة هائلة، لذلك من المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة «في وقت ما» لجذب المشترين؛ ويقوم المستثمرون بـ «اقتراض وبيع السندات»، على أمل أن ترتفع الفائدة وتنخفض أسعار السندات، لتحقيق أرباح. لكن، على مدى سنوات، استمرت سياسة التيسير التي تنتهجها بنك اليابان في الحفاظ على تكاليف الاقتراض منخفضة، مما كلف «المدمرين» ثمنًا باهظًا — حتى عام 2025، حيث حدثت انعطافة.
هذا العام، «تحول صانعة الأرامل» إلى «مطرِّ»: ارتفاع عائدات السندات الحكومية اليابانية بشكل شامل، جعل سوق السندات اليابانية التي تبلغ قيمتها 7.4 تريليون دولار «جنة للمدمرين». عوامل التحفيز متنوعة: رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، وإطلاق رئيس الوزراء شينزو آبي أكبر خطة إنفاق بعد الجائحة. تجاوز عائد السندات اليابانية ذات العشر سنوات 2%، وهو أعلى مستوى منذ عقود؛ وارتفعت عائدات السندات ذات الثلاثين عامًا بأكثر من نقطة مئوية، وسجلت أرقامًا قياسية. حتى 23 ديسمبر، انخفض مؤشر عائدات السندات اليابانية من بلومبرج بأكثر من 6% هذا العام، ليصبح أسوأ سوق سندات رئيسي أداءً في العالم.
انهيار سوق السندات اليابانية هذا العام
مؤشر عائدات السندات اليابانية من بلومبرج هو الأسوأ أداء بين الأسواق الرئيسية:
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024 و6 يناير 2025
مديرو صناديق من شركات مثل شيرود، وجوستين، وبنك كندا الملكي، ناقشوا علنًا «البيع على المكشوف للسندات اليابانية بطريقة ما» هذا العام؛ ويعتقد المستثمرون والمخططون أن هناك مجالًا لهذه الصفقة مع ارتفاع أسعار الفائدة الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يقلص بنك اليابان من مشترياته من السندات، مما يرفع العائدات أكثر؛ وديون اليابان نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي تتفوق على جميع الدول المتقدمة، مما قد يستمر في دعم النظرة السلبية تجاه السندات اليابانية.
—— كورماك مولن (مراسل)
صراع الائتمان: «استراتيجية الكرة الصلبة» تعود
في عام 2025، لم تكن أعلى عوائد الائتمان من «رهان على انتعاش الشركات»، بل من «رد فعل ضد المستثمرين من نفس القطاع». هذا النمط، المعروف بـ «مواجهة الدائنين لبعضهم البعض»، سمح لمؤسسات مثل شركة بيمكو، وكنج ستريت كابيتال، وبارتنرز جروب، بالانتصار الكبير — حيث خططت لمواجهة دقيقة حول شركة الرعاية الصحية التابعة لمجموعة KKR، Envision Healthcare.
بعد الجائحة، واجهت شركة Envision Healthcare صعوبات، وكانت بحاجة إلى قروض من مستثمرين جدد. لكن إصدار ديون جديدة يتطلب «رهن الأصول المرهونة مسبقًا»: ورفض معظم الدائنين هذا، بينما دعمته بيمكو، وكنج ستريت، وشركاء جروب — مما سمح بتمرير خطة «إطلاق الأصول المرهونة (حصة شركة Amsurg، التي تدير عمليات جراحية خارجية عالية القيمة، التابعة لـ Envision) وتقديم ضمانات للديون الجديدة».
بيع شركة Amsurg إلى شركة Ascension حقق عوائد كبيرة للمستثمرين، بمن فيهم بيمكو. المصور: جيف أديكينز
ثم أصبحت هذه المؤسسات «حملة سندات بضمان Amsurg»، وأخيرًا حولت السندات إلى حصص في الشركة. في عام 2025، باعت شركة Amsurg أسهمًا بقيمة 4 مليارات دولار لشركة الرعاية الصحية، Ascension Health. وفقًا للإحصاءات، حققت هذه المؤسسات «الخائنة من زملائها» عوائد تقارب 90% — مما يؤكد إمكانات «الربح من صراعات الائتمان».
هذه الحالة تكشف عن قواعد سوق الائتمان الحالية: الشروط في الوثائق مرنة، والدائنون متفرقون، و«التعاون» ليس ضروريًا؛ و«القرار الصحيح» غالبًا غير كافٍ، و«تجنب أن يتجاوزك المنافسون» هو الخطر الأكبر.
—— إليزا رونالدز-هانن (مراسلة)
فشل فاني ماي وفريدي ماك: الانتقام من «التوأم السام»
منذ الأزمة المالية، كانت هناك رهانات متكررة على أن عملاق الرهن العقاري فاني ماي (Fannie Mae) و فريدي ماك (Freddie Mac) تحت السيطرة الحكومية الأمريكية، وأن «متى وكيف يخرجان من السيطرة» هو محور المضاربة. يملك بعض مديري الصناديق، مثل بيل أكمان، مراكز طويلة الأمد، ويتوقعون «صفقة الخصخصة» التي ستجني أرباحًا هائلة، لكن، مع استمرار الوضع على حاله، ظل سهم الشركتين يتداول في السوق غير الرسمية (السوق خارج البورصة) بشكل ضعيف لسنوات.
لكن، غيرت إعادة انتخاب ترامب هذا المشهد: توقع السوق أن «الحكومة الجديدة ستدفع الشركتين للخروج من السيطرة»، واحتشدت أسهم فاني ماي وفريدي ماك بـ «حماس الميم» على الفور. في 2025، زاد هذا الحماس: من بداية العام وحتى ذروتها في سبتمبر، قفزت أسهم الشركتين بنسبة 367% (وارتفعت خلال التداول بنسبة 388%)، وأصبحتا من أبرز الفائزين هذا العام.
أسهم فاني ماي وفريدي ماك ترتفع بسبب توقعات الخصخصة
يعتقد الناس بشكل متزايد أن هاتين الشركتين ستتخلصان من السيطرة الحكومية.
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024
في أغسطس، كانت أخبار «دراسة الحكومة لطرح أسهم في الشركتين للاكتتاب العام الأولي» في ذروتها — وتوقع السوق أن التقييم قد يتجاوز 500 مليار دولار، وأنه سيتم طرح 5-15% من الأسهم لجمع حوالي 30 مليار دولار. على الرغم من أن توقيت الاكتتاب العام ونجاحه لا يزالان موضع شك، إلا أن معظم المستثمرين لا زالوا واثقين من هذا الاحتمال.
في نوفمبر، أعلن أكمان عن خطة لتقديم اقتراح إلى البيت الأبيض، يقترح فيها إعادة إدراج فاني ماي وفريدي ماك في بورصة نيويورك، وتقليل حصة وزارة الخزانة الأمريكية في الأسهم الممتازة، واستخدام خيارات الحكومة لشراء حوالي 80% من الأسهم العادية. حتى مايكل بيري انضم إلى هذا التيار: حيث أعلن في أوائل ديسمبر عن موقفه الصاعد تجاه الشركتين، وكتب في مقال مدته 6000 كلمة أن الشركتين، اللتين كانتا بحاجة إلى تدخل حكومي لإنقاذهما من الإفلاس، ربما «لم تعودا التوأم السام».
—— فليسي مارانز (مراسلة)
صفقة الفائدة التركية: الانهيار التام
بعد أداء مذهل في 2024، أصبحت صفقة الفائدة التركية «اختيار الإجماع» للمستثمرين في الأسواق الناشئة. حينها، كانت عوائد السندات التركية تتجاوز 40%، ووعود البنك المركزي بالحفاظ على سعر صرف ثابت مرتبط بالدولار، دفعت المتداولين إلى التدفق — من اقتراض منخفض التكلفة من الخارج، وشراء أصول تركية عالية العائد. استحوذت هذه الصفقة على مئات الملايين من الدولارات من قبل مؤسسات مثل دويتشه بنك، وميلياني بارتنرز، وGlamsey Capital، وكان بعض موظفيها في تركيا حتى 19 مارس، لكن في نفس اليوم، انهارت الصفقة خلال دقائق.
الشرارة كانت في الصباح: داهمت الشرطة التركية منزل عمدة إسطنبول المعارض، واحتجزته. أثار ذلك موجة احتجاجات، وتعرضت الليرة التركية لبيع جنوني، ولم يتمكن البنك المركزي من وقف الانهيار. قال كيث جويكس، رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية في سوسيتيه جنرال في باريس: «الجميع لم يتوقع ذلك، ولن يجرؤ أحد على العودة إلى السوق في المستقبل القريب».
بعد احتجاز عمدة إسطنبول، خرج الطلاب في مظاهرات حاملة الأعلام واللافتات التركية. المصور: كيريم أوزر / بلومبرج
حتى إغلاق السوق، كانت التدفقات الخارجة من الأصول المقومة بالليرة التركية تقدر بحوالي 10 مليارات دولار، ولم يتمكن السوق من التعافي بشكل حقيقي منذ ذلك الحين. حتى 23 ديسمبر، انخفضت الليرة مقابل الدولار بنسبة حوالي 17% خلال العام، وأصبحت واحدة من أسوأ العملات أداءً في العالم. هذا الحدث يرسل رسالة للمستثمرين: أن ارتفاع الفوائد قد يحقق عوائد للمخاطرين، لكنه لا يمكنه صد الصدمات السياسية المفاجئة.
—— كريم كاراكايا (مراسل)
سوق السندات: «إنذار الصراصير» يطلق
لم تتعرض سوق الائتمان في 2025 لاضطراب بسبب انهيار واحد كبير، بل بسبب سلسلة من «أزمات صغيرة»، كشفت عن مخاطر مخفية. الشركات التي كانت تعتبر «مقترضين عاديين» واجهت مشاكل متكررة، وتكبدت المؤسسات المقرضة خسائر فادحة.
شركة ساكس جلوبال، التي دفعت فائدة مرة واحدة فقط، أعادت هيكلة سندات بقيمة 2.2 مليار دولار، وتداولت الآن بأقل من 60% من قيمتها الاسمية؛ شركة نيو فورتريس إنرجي، التي أصدرت سندات مبادلة جديدة، فقدت أكثر من 50% من قيمتها خلال عام؛ وشركات مثل تريكلور وفيرست براندز أعلنت إفلاسها، مما قضى على عشرات المليارات من الدولارات من ديونها خلال أسابيع. بعض الحالات كانت نتيجة احتيال معقد، وأخرى كانت بسبب توقعات أداء متفائلة لم تتحقق. لكن، في كل الحالات، يواجه المستثمرون سؤالًا: لماذا استثمروا بكميات كبيرة في ديون لا تملك أدلة على قدرتها على السداد؟
قال جيمي دايمون، المدير التنفيذي لمورغان ستانلي، وهو يحذر من «صراصير الائتمان»: «عندما ترى صرصارًا، فهناك احتمال أن يكون هناك المزيد في الظلام». وربما، يصبح هذا «خطر الصراصير» أحد الموضوعات الرئيسية في سوق 2026.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
2025 دليل التداول العالمي: 11 صفقة رئيسية تتشابك فيها السياسة والأسواق
كتابة: بلومبرج
ترجمة: Saoirse، Foresight News
هذه سنة أخرى مليئة بـ «رهانات ذات يقين عالٍ» و«انعكاسات سريعة».
من منصة تداول السندات في طوكيو، إلى لجنة الائتمان في نيويورك، إلى متداولي العملات الأجنبية في إسطنبول، السوق جلبت أرباحًا غير متوقعة، وأحدثت تقلبات حادة. سجلت أسعار الذهب أرقامًا قياسية تاريخية، وأسهم شركات الرهن العقاري الموثوقة تتأرجح بشكل عنيف مثل «أسهم الميم» (الأسهم المدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي)، وانهيار صفقة تحكيمية دراسية في لحظة.
المستثمرون يراهنون بشكل كبير على التغيرات السياسية، وتضخم الميزانيات العمومية، وسرديات السوق الضعيفة، مما أدى إلى ارتفاع كبير في سوق الأسهم، وتكدس تداولات العائد، في حين تعتمد استراتيجيات العملات المشفرة بشكل أكبر على الرافعة المالية والتوقعات، وتفتقر إلى دعم قوي آخر. بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تراجعت الأسواق المالية العالمية ثم عادت للانتعاش؛ وأشعلت أسهم الدفاع الأوروبية موجة حماس؛ وأثار المضاربون موجة من جنون السوق. بعض المراكز حققت عوائد مذهلة، لكن عندما تنعكس اتجاهات السوق، وتنفد قنوات التمويل، وتؤثر الرافعة المالية سلبًا، تتعرض مراكز أخرى لخسائر فادحة.
مع اقتراب نهاية العام، تركز بلومبرج على أكثر الرهانات إثارة للاهتمام لعام 2025 — بما في ذلك الحالات الناجحة، والفاشلة، وتلك التي شكلت ملامح هذا العصر. هذه الصفقات تثير قلق المستثمرين عند الاستعداد لعام 2026، بشأن سلسلة من «المشكلات القديمة»: الشركات غير المستقرة، والتقييمات المبالغ فيها، وتداولات الاتجاه التي «نجحت مرة وفشلت في النهاية».
العملات المشفرة: احتفال مؤقت بأصول ترامب المرتبطة
بالنسبة لمجال العملات المشفرة، يبدو أن «شراء جميع الأصول المرتبطة بعلامة ترامب التجارية» هو رهان زخم جذاب للغاية. خلال حملة الانتخابات الرئاسية وبعد تنصيبه، «قام ترامب بالمخاطرة بكل شيء» (وفقًا لتقرير بلومبرج)، ودفع نحو إصلاحات شاملة، ووضع حلفاء في العديد من المؤسسات ذات النفوذ. كما انخرط أفراد عائلته في السوق، ووقفوا على منصات العملات الرقمية والعملات المشفرة، معتبرين أن هذه «وقود لتعزيز السياسة».
هذه «مصفوفة الأصول المشفرة المرتبطة بترامب» تشكلت بسرعة: قبل ساعات من حفل التنصيب، أطلق ترامب عملة Meme وبدأ بالترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ثم أطلقت السيدة الأولى ميلانيا ترامب عملة خاصة بها؛ وفي وقت لاحق من نفس العام، فتحت شركة World Liberty Financial المرتبطة بعائلة ترامب تداول عملة WLFI، التي أطلقها، للمستثمرين الأفراد. ظهرت سلسلة من «الصفقات حول ترامب» — حيث أسس إريك ترامب شركة American Bitcoin، وهي شركة تعدين مشفرة مدرجة، وحققت إدراجها في سبتمبر من خلال عملية استحواذ.
في متجر في هونغ كونغ، صورة كرتونية لترامب يحمل عملة مشفرة، والخلفية البيت الأبيض، تكريمًا لحفل تنصيبه. المصور: بول يانغ / بلومبرج
كل إصدار للأصول يثير موجة ارتفاع، لكن كل ارتفاع يختفي بسرعة. حتى 23 ديسمبر، كانت عملة Meme الخاصة بترامب ضعيفة، وانخفضت بأكثر من 80% عن ذروتها في يناير؛ وفقًا لمنصة بيانات العملات المشفرة CoinGecko، انخفضت عملة ميلانيا Meme بأكثر من 99%؛ وانخفض سعر سهم American Bitcoin بنسبة حوالي 80% عن ذروته في سبتمبر.
السياسة زودت هذه الصفقات بالدفع، لكن قوانين المضاربة في النهاية أعادتها إلى نقطة البداية. حتى مع وجود «داعمين» في البيت الأبيض، لا يمكن لهذه الأصول أن تتجنب الدورة الأساسية للعملات المشفرة: ارتفاع السعر → دخول الرافعة المالية → نفاد السيولة. أما البيتكوين، الذي يُعتبر مؤشرًا رئيسيًا للصناعة، فقد انخفض بعد ذروته في أكتوبر، ومن المرجح أن يسجل خسائر سنوية هذا العام. بالنسبة للأصول المرتبطة بترامب، يمكن أن تجلب السياسة حماسًا مؤقتًا، لكنها لا توفر حماية طويلة الأمد.
—— أولغا خاريف (مراسلة)
التداول بالذكاء الاصطناعي: هل هو «المدمر الكبير» القادم؟
تم الكشف عن هذه الصفقة في وثيقة إفصاح روتينية، لكن تأثيرها كان غير عادي. في 3 نوفمبر، كشفت شركة إدارة الأصول سايون (Scion Asset Management) عن امتلاكها خيارات بيع حماية على شركتي Nvidia و Palantir Technologies — وهما من «الأسهم الأساسية للذكاء الاصطناعي» التي دفعت السوق للارتفاع خلال الثلاث سنوات الماضية. على الرغم من أن سايون ليست صندوق تحوط ضخم، إلا أن مديرها، مايكل بيري، جذب الانتباه إلى هذا الكشف: بيري اشتهر بـ «التنبؤ بأزمة الرهن العقاري عام 2008» في كتابه وفيلم «المدمر الكبير»، وأصبح معروفًا بـ «النبوة السوقية».
سعر خيار البيع كان مذهلاً: سعر التنفيذ على Nvidia أقل بنسبة 47% من سعر الإغلاق عند الكشف، وسعر تنفيذ Palantir أقل بنسبة 76%. لكن اللغز لا يزال قائمًا: بسبب «متطلبات الإفصاح المحدودة»، لا يمكن للعالم أن يتأكد مما إذا كانت هذه الخيارات جزءًا من صفقة أكثر تعقيدًا؛ كما أن الوثيقة تعكس فقط مراكز سايون في 30 سبتمبر، ولا تستبعد أن يكون بيري قد قلص أو تصفى مراكزه بعد ذلك.
لكن، الشكوك حول «تضخم قيمة عمالقة الذكاء الاصطناعي، والنفقات العالية» تراكمت كـ «حطب جاف». وكأن بيري أشعل فتيل حطب جاف.
رهانات بيري على هبوط Nvidia و Palantir
المستثمرون المعروفون بـ «المدمر الكبير» كشفوا عن خيارات بيع في ملف 13F:
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024
بعد الإعلان، انخفضت القيمة السوقية لأكبر شركة في العالم، Nvidia، بشكل حاد، وتراجعت شركة Palantir أيضًا، وتراجع مؤشر ناسداك بشكل طفيف، لكن هذه الأصول استعادت عافيتها لاحقًا.
لا يمكن للعالم أن يعرف بدقة مدى أرباح بيري، لكنه ترك تلميحًا على منصة X: قال إنه اشترى خيارات بيع Palantir بسعر 1.84 دولار، وارتفعت هذه الخيارات بنسبة تصل إلى 101% خلال أقل من ثلاثة أسابيع. هذا الكشف كشف عن مخاوف كامنة في السوق، التي تعتمد على «عدد قليل من أسهم الذكاء الاصطناعي، وتدفقات رأس المال السلبي، وانخفاض التقلبات». سواء كانت هذه الصفقة «رؤية مسبقة» أو «مبالغة»، فهي تؤكد قاعدة: عندما تتزعزع ثقة السوق، فإن حتى أقوى سرديات السوق يمكن أن تنقلب بسرعة.
—— مايكل بي. ريجان (مراسل)
أسهم الدفاع: انفجار تحت نظام عالمي جديد
غيرت التحولات في الجغرافيا السياسية، قطاع «أسهم الدفاع الأوروبية»، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه «أصول سامة»، ليشهد انفجارًا. يخطط ترامب لتقليل الدعم المالي للجيش الأوكراني، مما دفع حكومات أوروبا إلى «احتفالات بالإنفاق العسكري»، وارتفعت أسهم شركات الدفاع بشكل كبير: حتى 23 ديسمبر، ارتفعت شركة Rheinmetall الألمانية حوالي 150% منذ بداية العام، وارتفعت شركة Leonardo الإيطالية بأكثر من 90% خلال نفس الفترة.
في السابق، بسبب مبادئ «الاستثمار في البيئة، والمجتمع، والحوكمة» (ESG)، اعتبر العديد من مديري الصناديق أن قطاع الدفاع «مثير للجدل جدًا» ويجب تجنبه؛ لكنهم الآن غيروا مواقفهم، وأعاد بعضهم تعريف نطاق استثماراتهم.
ارتفاع كبير في أسهم الدفاع الأوروبية لعام 2025
هذه الأسهم ارتفعت بشكل كبير مقارنة ببدء الصراع الروسي الأوكراني:
المصدر: بلومبرج، جولدمان ساكس
قال بيير أليكسيس دومون، المدير التنفيذي لشركة سايكومور (Sycomore Asset Management): «حتى بداية هذا العام، لم نعد ندرج أصول الدفاع ضمن صناديق ESG»، وأضاف: «لقد تغيرت نماذج السوق، وعندما تتغير النماذج، يجب أن نتحمل المسؤولية، وندافع عن قيمنا — لذلك نركز الآن على الأصول المتعلقة بـ ‘الدفاعية’».
تم شراء أسهم من شركات مثل مصنعي النظارات، والكيماويات، وشركات الطباعة، التي لها علاقة بالدفاع، بشكل جنوني. حتى 23 ديسمبر، ارتفع مؤشر أسهم الدفاع الأوروبية بأكثر من 70% خلال العام. هذا الاندفاع امتد أيضًا إلى سوق الائتمان: حتى الشركات «غير المباشرة» المرتبطة بالدفاع جذبت العديد من المقرضين المحتملين؛ وطرحت البنوك «سندات دفاع أوروبية» — مستوحاة من السندات الخضراء، لكن التمويل مخصص لمصنعي الأسلحة وغيرها. هذا التغيير يرمز إلى إعادة تصنيف «الدفاع» من «عبء سمعة» إلى «منتج عام»، ويؤكد أن «التحول في الجغرافيا السياسية» غالبًا ما يكون أسرع من التحول في الأيديولوجية.
—— إيزولد ماكدونوغ (مراسلة)
صفقة التدهور: حقيقة أم خيال؟
الديون الثقيلة التي تتحملها الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، واليابان، و«عدم وجود إرادة سياسية لحل الديون»، دفعت بعض المستثمرين في 2025 إلى التوجه نحو الذهب، والعملات المشفرة، و«الأصول المضادة للتدهور»، مع تراجع حماسة الحكومات للسندات والدولار. وُصفت هذه الاستراتيجية بـ «صفقة التدهور» التي تستند إلى التاريخ: حيث حاول الحكام مثل نيرون الروماني «تخفيف قيمة العملة» لمواجهة الضغوط المالية.
في أكتوبر، بلغت هذه الرواية ذروتها: مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل المالية الأمريكية، و«إغلاق الحكومة الأطول في التاريخ»، بدأ المستثمرون يبحثون عن أدوات ملاذ آمن غير الدولار. في ذلك الشهر، سجل الذهب والبيتكوين أرقامًا قياسية تاريخية — وهو حدث نادر أن تتزامن هاتان الأصولان، اللتان يُنظر إليهما غالبًا على أنهما «منافسان».
سجل الذهب أرقامًا قياسية
«صفقة التدهور» ساعدت المعادن الثمينة على الوصول إلى مستويات قياسية جديدة:
المصدر: بلومبرج
كـ «قصة»، فإن «التدهور» يوفر تفسيرًا واضحًا لبيئة الاقتصاد الكلي الفوضوية؛ لكن، كـ «استراتيجية تداول»، فإن نتائجها العملية أكثر تعقيدًا. بعد ذلك، تراجعت العملات المشفرة بشكل عام، وانخفض سعر البيتكوين بشكل كبير؛ واستقر الدولار، وارتفعت سندات الخزانة الأمريكية، بل وتوقع أن تكون أفضل أداء منذ 2020 — مما يذكرنا بأن «القلق من تدهور المالية» قد يتعايش مع «طلب الأصول الآمنة»، خاصة في فترات تباطؤ النمو الاقتصادي، وذروة أسعار الفائدة.
أما أسعار الأصول الأخرى، فشهدت تباينًا: تقلبات المعادن مثل النحاس والألمنيوم والفضة، ناتجة عن «القلق من تدهور العملة»، وأيضًا عن سياسات ترامب الجمركية، والقوى الكلية، مما أضعف الحدود بين «مواجهة التضخم» و«الصدمات العرضية التقليدية». في الوقت نفسه، استمر الذهب في الارتفاع، وحقق أرقامًا قياسية جديدة. في هذا المجال، لا تزال «صفقة التدهور» فعالة — لكنها لم تعد مجرد نفي شامل للعملة الرسمية، بل هي رهانات دقيقة على «معدلات الفائدة، والسياسات، والطلب على الأصول الآمنة».
—— ريتشارد هندرسون (مراسل)
سوق الأسهم الكورية: ارتفاع «K-Pop» المفاجئ
عند الحديث عن انعطافات درامية وشدة محفزة، فإن أداء سوق الأسهم الكورية هذا العام يكفي ليجعل الدراما الكورية «تتراجع». بدعم من سياسة الرئيس لي جاي مينج «لتعزيز السوق المالية»، حتى 22 ديسمبر، ارتفعت المؤشر الكوري الرئيسي (Kospi) بأكثر من 70% لعام 2025، متجهًا نحو هدف الـ 5000 نقطة الذي اقترحه لي جاي مينج، وتجاوز بسهولة قائمة أكبر ارتفاعات في الأسواق العالمية.
من غير المعتاد أن يعلن القادة السياسيون عن «هدف لمؤشر الأسهم»، ولفت لي جاي مينج الانتباه إلى خطة «Kospi 5000 نقطة» في البداية، دون أن يثير ذلك اهتمامًا كبيرًا. الآن، يعتقد المزيد من البنوك الكبرى في وول ستريت، بما في ذلك جي بي مورغان، وسيتي، أن هذا الهدف قد يتحقق بحلول 2026 — ويعزى ذلك جزئيًا إلى موجة الذكاء الاصطناعي العالمية، وازدياد الطلب على سوق الأسهم الكورية باعتبارها «مركزًا رئيسيًا للذكاء الاصطناعي الآسيوي».
انتعاش سوق الأسهم الكورية
مؤشر Kospi يقفز:
المصدر: بلومبرج
في هذا الانتعاش «القيادي عالميًا»، هناك «غياب واضح» — وهو المستثمرون المحليون. على الرغم من أن لي جاي مينج غالبًا ما يذكر الناخبين بأنه «دخل السياسة كمستثمر فردي»، إلا أن جدول أعماله الإصلاحي لم يقنع المستثمرين المحليين بـ «جدوى الاستثمار طويل الأمد في السوق». حتى مع تدفق الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير، لا يزال المستثمرون المحليون «يبيعون صافياً»: حيث استثمروا رقمًا قياسيًا قدره 33 مليار دولار في سوق الأسهم الأمريكية، ويتابعون العملات المشفرة، وصناديق الرافعة المالية الخارجية، والاستثمارات ذات المخاطر الأعلى.
هذه الظاهرة أدت إلى تأثير جانبي: ضعف الون الكوري. خروج رأس المال أدى إلى تراجع الون، مما يذكر العالم أن «حتى مع وجود انتعاش مذهل في السوق، قد يخفي ذلك الشكوك التي لا تزال قائمة بين المستثمرين المحليين».
—— يوكيونغ لي (مراسلة)
مواجهة البيتكوين: تشانوس ضد سايلور
كل قصة لها جانبان، والمراهنة على «البيع على المكشوف» من قبل جيم تشانوس، و«مخزون البيتكوين» من قبل مايكل سايلور، في شركة Strategy، ليست مجرد شخصيتين مميزتين، بل تحولت إلى استفتاء على «رأسمالية عصر التشفير».
بحلول بداية 2025، ارتفعت أسعار البيتكوين بشكل حاد، وارتفعت أسهم Strategy بشكل متزامن، ووجد تشانوس فرصة: أن سعر سهم Strategy مرتفع جدًا بالنسبة إلى «مركز البيتكوين» الذي تحوزه، ويعتقد أن «هذا السعر المبالغ فيه غير مستدام». لذلك، قرر «البيع على المكشوف Strategy، والشراء في البيتكوين»، وأعلن عن استراتيجيته في مايو (عندما كانت الفجوة لا تزال مرتفعة).
تبادل تشانوس وسايلور بعد ذلك علنًا الاتهامات. في يونيو، قال سايلور في مقابلة مع Bloomberg TV: «أعتقد أن تشانوس لا يفهم نموذج أعمالنا على الإطلاق»؛ ورد تشانوس على منصة X، واصفًا تفسير سايلور بأنه «هراء مالي كامل».
في يوليو، سجل سعر Strategy رقمًا قياسيًا، وارتفع بنسبة 57% منذ بداية العام؛ لكن مع تزايد عدد «شركات الأصول الرقمية» وانخفاض أسعار العملات المشفرة من القمم، بدأ سعر Strategy ومنافسيها في الانخفاض، وتقلصت الفجوة بين Strategy وبيتكوين — وبدأت رهانات تشانوس تؤتي ثمارها.
أداء Strategy هذا العام كان أدنى من البيتكوين
مع اختفاء الفجوة، حقق تشانوس أرباحًا من البيع على المكشوف:
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024
من إعلان تشانوس عن «البيع على المكشوف Strategy»، إلى إعلانه في 7 نوفمبر «الخروج من السوق»، انخفض سعر Strategy بنسبة 42%. بالإضافة إلى الربح والخسارة، تكشف هذه الحالة عن دورة «الازدهار والانكماش» للعملات المشفرة: الميزانية العمومية تتضخم بسبب «الثقة»، وتستند الثقة إلى «ارتفاع الأسعار» و«الهندسة المالية». هذا النمط يظل فعالًا حتى «تتزعزع الثقة» — عندها، «الفجوة» لم تعد ميزة، بل تصبح مشكلة.
—— مونيك موليم (مراسلة)
السندات اليابانية: من «صانعة الأرامل» إلى «مطرِّ»
على مدى العقود الماضية، كانت هناك رهانات تكرر أن المستثمرين الكليين «يخسرون مرة بعد أخرى» من خلال صفقة «صانعة الأرامل» على السندات اليابانية. منطق هذه الاستراتيجية بسيط: اليابان تحمل ديونًا عامة هائلة، لذلك من المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة «في وقت ما» لجذب المشترين؛ ويقوم المستثمرون بـ «اقتراض وبيع السندات»، على أمل أن ترتفع الفائدة وتنخفض أسعار السندات، لتحقيق أرباح. لكن، على مدى سنوات، استمرت سياسة التيسير التي تنتهجها بنك اليابان في الحفاظ على تكاليف الاقتراض منخفضة، مما كلف «المدمرين» ثمنًا باهظًا — حتى عام 2025، حيث حدثت انعطافة.
هذا العام، «تحول صانعة الأرامل» إلى «مطرِّ»: ارتفاع عائدات السندات الحكومية اليابانية بشكل شامل، جعل سوق السندات اليابانية التي تبلغ قيمتها 7.4 تريليون دولار «جنة للمدمرين». عوامل التحفيز متنوعة: رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، وإطلاق رئيس الوزراء شينزو آبي أكبر خطة إنفاق بعد الجائحة. تجاوز عائد السندات اليابانية ذات العشر سنوات 2%، وهو أعلى مستوى منذ عقود؛ وارتفعت عائدات السندات ذات الثلاثين عامًا بأكثر من نقطة مئوية، وسجلت أرقامًا قياسية. حتى 23 ديسمبر، انخفض مؤشر عائدات السندات اليابانية من بلومبرج بأكثر من 6% هذا العام، ليصبح أسوأ سوق سندات رئيسي أداءً في العالم.
انهيار سوق السندات اليابانية هذا العام
مؤشر عائدات السندات اليابانية من بلومبرج هو الأسوأ أداء بين الأسواق الرئيسية:
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024 و6 يناير 2025
مديرو صناديق من شركات مثل شيرود، وجوستين، وبنك كندا الملكي، ناقشوا علنًا «البيع على المكشوف للسندات اليابانية بطريقة ما» هذا العام؛ ويعتقد المستثمرون والمخططون أن هناك مجالًا لهذه الصفقة مع ارتفاع أسعار الفائدة الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يقلص بنك اليابان من مشترياته من السندات، مما يرفع العائدات أكثر؛ وديون اليابان نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي تتفوق على جميع الدول المتقدمة، مما قد يستمر في دعم النظرة السلبية تجاه السندات اليابانية.
—— كورماك مولن (مراسل)
صراع الائتمان: «استراتيجية الكرة الصلبة» تعود
في عام 2025، لم تكن أعلى عوائد الائتمان من «رهان على انتعاش الشركات»، بل من «رد فعل ضد المستثمرين من نفس القطاع». هذا النمط، المعروف بـ «مواجهة الدائنين لبعضهم البعض»، سمح لمؤسسات مثل شركة بيمكو، وكنج ستريت كابيتال، وبارتنرز جروب، بالانتصار الكبير — حيث خططت لمواجهة دقيقة حول شركة الرعاية الصحية التابعة لمجموعة KKR، Envision Healthcare.
بعد الجائحة، واجهت شركة Envision Healthcare صعوبات، وكانت بحاجة إلى قروض من مستثمرين جدد. لكن إصدار ديون جديدة يتطلب «رهن الأصول المرهونة مسبقًا»: ورفض معظم الدائنين هذا، بينما دعمته بيمكو، وكنج ستريت، وشركاء جروب — مما سمح بتمرير خطة «إطلاق الأصول المرهونة (حصة شركة Amsurg، التي تدير عمليات جراحية خارجية عالية القيمة، التابعة لـ Envision) وتقديم ضمانات للديون الجديدة».
بيع شركة Amsurg إلى شركة Ascension حقق عوائد كبيرة للمستثمرين، بمن فيهم بيمكو. المصور: جيف أديكينز
ثم أصبحت هذه المؤسسات «حملة سندات بضمان Amsurg»، وأخيرًا حولت السندات إلى حصص في الشركة. في عام 2025، باعت شركة Amsurg أسهمًا بقيمة 4 مليارات دولار لشركة الرعاية الصحية، Ascension Health. وفقًا للإحصاءات، حققت هذه المؤسسات «الخائنة من زملائها» عوائد تقارب 90% — مما يؤكد إمكانات «الربح من صراعات الائتمان».
هذه الحالة تكشف عن قواعد سوق الائتمان الحالية: الشروط في الوثائق مرنة، والدائنون متفرقون، و«التعاون» ليس ضروريًا؛ و«القرار الصحيح» غالبًا غير كافٍ، و«تجنب أن يتجاوزك المنافسون» هو الخطر الأكبر.
—— إليزا رونالدز-هانن (مراسلة)
فشل فاني ماي وفريدي ماك: الانتقام من «التوأم السام»
منذ الأزمة المالية، كانت هناك رهانات متكررة على أن عملاق الرهن العقاري فاني ماي (Fannie Mae) و فريدي ماك (Freddie Mac) تحت السيطرة الحكومية الأمريكية، وأن «متى وكيف يخرجان من السيطرة» هو محور المضاربة. يملك بعض مديري الصناديق، مثل بيل أكمان، مراكز طويلة الأمد، ويتوقعون «صفقة الخصخصة» التي ستجني أرباحًا هائلة، لكن، مع استمرار الوضع على حاله، ظل سهم الشركتين يتداول في السوق غير الرسمية (السوق خارج البورصة) بشكل ضعيف لسنوات.
لكن، غيرت إعادة انتخاب ترامب هذا المشهد: توقع السوق أن «الحكومة الجديدة ستدفع الشركتين للخروج من السيطرة»، واحتشدت أسهم فاني ماي وفريدي ماك بـ «حماس الميم» على الفور. في 2025، زاد هذا الحماس: من بداية العام وحتى ذروتها في سبتمبر، قفزت أسهم الشركتين بنسبة 367% (وارتفعت خلال التداول بنسبة 388%)، وأصبحتا من أبرز الفائزين هذا العام.
أسهم فاني ماي وفريدي ماك ترتفع بسبب توقعات الخصخصة
يعتقد الناس بشكل متزايد أن هاتين الشركتين ستتخلصان من السيطرة الحكومية.
المصدر: بلومبرج، البيانات موحدة وفقًا لنسبة الزيادة حتى 31 ديسمبر 2024
في أغسطس، كانت أخبار «دراسة الحكومة لطرح أسهم في الشركتين للاكتتاب العام الأولي» في ذروتها — وتوقع السوق أن التقييم قد يتجاوز 500 مليار دولار، وأنه سيتم طرح 5-15% من الأسهم لجمع حوالي 30 مليار دولار. على الرغم من أن توقيت الاكتتاب العام ونجاحه لا يزالان موضع شك، إلا أن معظم المستثمرين لا زالوا واثقين من هذا الاحتمال.
في نوفمبر، أعلن أكمان عن خطة لتقديم اقتراح إلى البيت الأبيض، يقترح فيها إعادة إدراج فاني ماي وفريدي ماك في بورصة نيويورك، وتقليل حصة وزارة الخزانة الأمريكية في الأسهم الممتازة، واستخدام خيارات الحكومة لشراء حوالي 80% من الأسهم العادية. حتى مايكل بيري انضم إلى هذا التيار: حيث أعلن في أوائل ديسمبر عن موقفه الصاعد تجاه الشركتين، وكتب في مقال مدته 6000 كلمة أن الشركتين، اللتين كانتا بحاجة إلى تدخل حكومي لإنقاذهما من الإفلاس، ربما «لم تعودا التوأم السام».
—— فليسي مارانز (مراسلة)
صفقة الفائدة التركية: الانهيار التام
بعد أداء مذهل في 2024، أصبحت صفقة الفائدة التركية «اختيار الإجماع» للمستثمرين في الأسواق الناشئة. حينها، كانت عوائد السندات التركية تتجاوز 40%، ووعود البنك المركزي بالحفاظ على سعر صرف ثابت مرتبط بالدولار، دفعت المتداولين إلى التدفق — من اقتراض منخفض التكلفة من الخارج، وشراء أصول تركية عالية العائد. استحوذت هذه الصفقة على مئات الملايين من الدولارات من قبل مؤسسات مثل دويتشه بنك، وميلياني بارتنرز، وGlamsey Capital، وكان بعض موظفيها في تركيا حتى 19 مارس، لكن في نفس اليوم، انهارت الصفقة خلال دقائق.
الشرارة كانت في الصباح: داهمت الشرطة التركية منزل عمدة إسطنبول المعارض، واحتجزته. أثار ذلك موجة احتجاجات، وتعرضت الليرة التركية لبيع جنوني، ولم يتمكن البنك المركزي من وقف الانهيار. قال كيث جويكس، رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية في سوسيتيه جنرال في باريس: «الجميع لم يتوقع ذلك، ولن يجرؤ أحد على العودة إلى السوق في المستقبل القريب».
بعد احتجاز عمدة إسطنبول، خرج الطلاب في مظاهرات حاملة الأعلام واللافتات التركية. المصور: كيريم أوزر / بلومبرج
حتى إغلاق السوق، كانت التدفقات الخارجة من الأصول المقومة بالليرة التركية تقدر بحوالي 10 مليارات دولار، ولم يتمكن السوق من التعافي بشكل حقيقي منذ ذلك الحين. حتى 23 ديسمبر، انخفضت الليرة مقابل الدولار بنسبة حوالي 17% خلال العام، وأصبحت واحدة من أسوأ العملات أداءً في العالم. هذا الحدث يرسل رسالة للمستثمرين: أن ارتفاع الفوائد قد يحقق عوائد للمخاطرين، لكنه لا يمكنه صد الصدمات السياسية المفاجئة.
—— كريم كاراكايا (مراسل)
سوق السندات: «إنذار الصراصير» يطلق
لم تتعرض سوق الائتمان في 2025 لاضطراب بسبب انهيار واحد كبير، بل بسبب سلسلة من «أزمات صغيرة»، كشفت عن مخاطر مخفية. الشركات التي كانت تعتبر «مقترضين عاديين» واجهت مشاكل متكررة، وتكبدت المؤسسات المقرضة خسائر فادحة.
شركة ساكس جلوبال، التي دفعت فائدة مرة واحدة فقط، أعادت هيكلة سندات بقيمة 2.2 مليار دولار، وتداولت الآن بأقل من 60% من قيمتها الاسمية؛ شركة نيو فورتريس إنرجي، التي أصدرت سندات مبادلة جديدة، فقدت أكثر من 50% من قيمتها خلال عام؛ وشركات مثل تريكلور وفيرست براندز أعلنت إفلاسها، مما قضى على عشرات المليارات من الدولارات من ديونها خلال أسابيع. بعض الحالات كانت نتيجة احتيال معقد، وأخرى كانت بسبب توقعات أداء متفائلة لم تتحقق. لكن، في كل الحالات، يواجه المستثمرون سؤالًا: لماذا استثمروا بكميات كبيرة في ديون لا تملك أدلة على قدرتها على السداد؟
قال جيمي دايمون، المدير التنفيذي لمورغان ستانلي، وهو يحذر من «صراصير الائتمان»: «عندما ترى صرصارًا، فهناك احتمال أن يكون هناك المزيد في الظلام». وربما، يصبح هذا «خطر الصراصير» أحد الموضوعات الرئيسية في سوق 2026.
—— إليزا رونالدز-هانن (مراسلة)